وهي ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، ولها
قيمتها العظمى، ويتم التعبير عن الفرحة باستقبالها ليس بالعبادة (كما في ليلة القدر)،
وانما بالتصرف المادي الملموس، وهو تقديم الطعام، حيث به يقرب الموسر ذبيحة
لوجه الله سبحانه، وإكراما لهذه الليلة، وإذا لم يستطع فدجاجة او يشترك مع عدد من
الأشخاص بشراء ذبيحة ويوزعها بطريقة الأكوام وهي تقسيمها لاجزاء (أكوام
متساوية) بعدد المشتركين وفي كل جزء او قطع لحم من كافة أجزاء الذبيحة تقريبا
لتكون القسمة عادلة، ثم توزع عليهم بطريقة القرعة، وإذا لم يتوفر ذلك طبخ البدوي
طبخة أعلن النية على أنها خوارة رمضان لهذا العام، وقد يؤجل الذبيحة قائل،
والذبيحة في الفصل الفلاني (حيث تتوفر)، وحينها يذبحها على أنها ذبيحة خوارة التي
اجلها في الوقت الفلاني ، وعند التقريب مثل هذه الذبيحة او الطبخة ينادي البدوي : يا
رب هذه خوارة رمضان، يا رب تقبلها، اجرها وثوابها عن روح الميت فلان او فلانة ،
وعن أرواح المسلمين أجمعين "، وبعد ذلك يذبحها او يضع الملح إذا كانت طبخة،
وبالمناسبة نقول ان البدوي لا يضع الملح على الطبخ او الطعام إلا قال : اجرها
وثوابه عن روح الميت فلان ، " لانهم يرون في ذلك اجرا، ويمكن ان يصل اجره الى
الميت ويساعده عند ربه بزيادة حسناته" … ويرى البدو ان ليلة الخوارة هي الحزام
او الوسط ، و الاستراحة في منتصف الطريق نحو نهاية شهر رمضان، بل هي وداع
للنصف الاول لهذا الشهر المبارك، فيقدمون فداء لله ان أعانهم على صيام ذلك
الشوط، ويسألون الله ان يعينهم على صيام الشوط الثاني، وقد تحول الاحتفال الآن
بليلة الخوارة عند البدو المستقرين بشراء اللحم، وعمل وجبة ادسم مما هي في
الليالي الاخرى احتفاء بهذه المناسبة العطرة، ولا شك أنها كانت فرصة للبدوي ان
يأكل اللحم أثناء هذا الشهر، وبالتالي فهي ليلة قربى مادية ملموسة اكثر منها ليلة
عبادة، وصلوات وأدعية، وان كان البدو يطلبون الله فيها طلباتهم الخاصة لانهم
يرونها مباركة اكثر من غيرها.